غامضة كانت…
لم تصبغ شعرها يومًا و لم تتركه يتجاوز كتفها…
عيناها الواسعتين وشعرها الأسود وبشرتها البرونزية أكدوا على عروبتها ولكنها لم تتحدث العربية منذ وصلت إلا مع نفسها… تحدثنا عادة بالإنجليزية؛ أحيانًا تدرج بعض الفرنسية في الحديث، لكن لم أرها تستخدم العربية إلا مع دفتر صغير؛ أزعم أنه مذكراتها.
سألتها يومًا لمَ؟ قالت Thinking in Arabic brings upon a load of memory that I need to let go while being in public. I’d rather not to turn into a freak.
لا أعلم الخلفية التي جائت منها ولم أسئلها؛ قليلة الحديث عن نفسها، مبتسمة ابتسامة مهذبة بسيطة وساكنة في ركن قصي مع كوب من القهوة تنهي عملها ثم ترحل في هدوء.
يقول تلاميذها أنها مليئة بالنشاط، بها ولع غير مفهوم بالعلوم التي تدرسها، بها ولع غير مفهوم بهم ودائمًا أبوابها مفتوحة لهم للنقاش العلمي أو تبادل الحديث.
اليوم، فرت دمعة من بين جفون عينيها..التقت عينانا في تلك اللحظة فابتسمت وأشاحت بوجهها… التفتت إلى مذكراتها وعادت تكتب.. لحظتها تفهمت لم لا تتحدث العربية.