أرق

قالت:

إنني أحتاجك بشدة، وكلانا يعلم ذلك..

لكنني لا أرى في تمنعك إلا غرورًا.

أنت لست رجلًا مرهوب الجانب، ولا أمانًا منطقع النظير، ولا استقرارًا ولا عهد لا يحنث..

أنت لا شيء مقارنة بهؤلاء، مجرد سبات، حقيقة ليس تقليلًا من شأنك ولكنك لست بذات الأهمية لدي، فكف عن تمنعك..

شيء ما في طبيعتي الإنسانية التي لا اكتمال لها يجعل وجودك حاجة ماسة لدي؛ لو استطعت الإستغناء عنك سأكون بخير.

حقيقة، أنا غاضبة منك، بل أستعر غضبًا.

أنت لا تفهم شيئًا، لا تعرف عن العوالم التي ندور فيها، ولا عن الوطن الذي فقدناه، ولا عن الدماء التي تسيل.

لا تعرف عن البيت، أو السكن، أو الأمان، أو المستقبل، شيء.

لا تعرفني، لا تعرف رأسي الذي لا يتوقف عن التفكير باحثًا في كل شيء، عن شيء ما، عن إجابة لسؤال لم يحسن صياغته.

لا تعرف حلمي، ولا تفاصيلي الصغيرة، ولا أي شيء…

أنت لا تفقه شيئًا في الزحام الذي يخنقني؛ وتتمنع

ماذا قدمت أنت في حياتك لتتمنع؟ ألك حياة أصلًا؟

ماذا فعلت أنا بك لتتمنع؟ هل آذيتك؟ لم أؤذك ..

لم تتمنع .. لم؟!

**

بكت .. وعندما بكت غفت، وفقط عندما غفت آتاها “النوم” مربتًا على روحها المرهقة، المرهقة بشدة، وغنى لها أغاني الطفولة حتى انتظمت أنفاسها، وارتخت يدها  التي تعانق وسادتها المبتلة بدمع لم يجف، وقال: آسف..

دع عنك

أسماء – الدوحة

حوار

في ابتسامتها