كراكيب

كانت الآنسة الصغيرة تمضي في طريق طويل يسمى طريق الحياة وكانت الأحذية مريحة أحيانًا وأحيانًا أخرى كانت مؤلمة للغاية.. لكن لا شيء كان يغير واقع أن الطريق كان طويلًا.. طويلًا بلا نهاية.

حسنًا.. هذه بداية مملة جدًا لقصة أطفال عديمة الملامح.. ولكن هذه القصة للكبار فقط؛ لذا، فالبدايات مهمة.

كان الطريق ككل طريق طويل للغاية.. أحيانًا يتقاطع مع طرق أناس آخرون لكن مهما استمروا فإن الفراق لا بد منه ولا مفر؛ كانت هذه معلومة تجاهلها الجميع عند أول خطوة على هذا الطريق.. لكنها تصبح بديهية مع الوقت.

كان الطريق بالفعل طويل.. ولا أدري لم استعمل صيغة الماضي عند الحديث عن طريق لم يزل طويلًا. وكانت الآنسة الصغيرة – هنا أعلم لم أستخدم صيغة الماضي لذا لا داع للتساؤل عن هذا أيضًا – تترك خلفها في كل انحناءة آثرًا ليعود بها إلى خبراتها المختلفة وذكرياتها المتعددة.

ولأن الطريق طويل للغاية.. أصبح الطريق مزينًا بـ “كراكيب” لعبة، وكراس، وكتاب، و ميدالية، وقصاصة ورق فارغة، وتذكرة سينما، وكارت شحن، فاتورة شراء، منديل عليه فكرة مهمة، مدونات، صور، تذكارات، مفاتيح وأحذية… وأشياء أخرى بالطبع؛ أعني.. لو عددنا الكراكيب على طول الطريق لكتبنا قصة بطول الطريق.. أليس كذلك؟!

على الطريق الطويل من السهل أن ينسى المرأ من أين أتى، ماذا حدث له، وأحيانًا… ينسى من يكون!

كانت كراكيب الآنسة الصغيرة تساعد في الإجابة على الأسئلة الكبيرة، وكانت توثق كل انحناءة فارقة وكل شيء له معنى.

كان الطريق الطويل يمر عبر البحار.. مضت الآنسة الصغيرة عبر البحار فمضت؛ لم تعد، والتهمت نيران النسيان كراكيب الآنسة الصغيرة..

على الناحية الأخرى من البحار الواسعة.. وقفت امرأة يافعة تلمح الأضواء البارقة لنيران النسيان تغشى خطوات الآنسة الصغيرة، وقفت.. تنفست ثم أدارت ظهرها إلى البحار في حذاء جديد وتابعت..

مازال الطريق طويلًا جدًا..

مازال الطريق طويلًا.

*

*

*

*

*

أسماء

اسطنبول، فجرًا

كابتشينو كرامل

سينتو ايه ڤينتشي سيز