حلمنا نهار.. نهارنا عمل
نملك الخيار.. وخيارنا الأمل
…كما في رقصة حديثة على مسرح لا ضوء فيه سواهما، ينهض العاشقان رويدًا رويدًا بحركات انسيابية كأنما موج البحر أمامك، يلحق بعضه ولا يلتقي، ينكسر ثم يلملم شتات نفسه، يرتفع وينحسر.
تلتفت إليه، تختلس نظرة؛ تطمئن…
في ظهرها رجلٌ؛ كامل الأوصاف.
وتهدينا الحياة.. أضواء في آخر النفق
تدعونا كي ننسى ألمًا عشناه
نستسلم؟ لكن لا… ما دمنا أحياء نرزق
مادام الأمل طريقًا؛ فسنحيا!
تتباعد المسافات وفي ظلام الحياة تلتقي العيون نبراسًا؛ كل منهما يضيء للآخر دربه ولا يدري، كل منهما لا يرى سوى نور رفيقه، ولا يدرك أنه نوره. يتمسك كل منهما بالأنفاس أملًا في لقيا… في كلمة؛ في حياة!
بيننا صديق.. لا يعرف الكلل
مخلصٌ… رقيق؛ إن قال فعل
على جانب دروب الحياة الوعرة وفي صمت العالم؛ بقيت عيناها يقظتان، قلبها يستدعي الدفئ في ذكرى قَصَصَهُ ويرقع في حياء ثقب بدأ يتخذ مكانه في الوسط تمامًا؛ لغيابه. تدندن شفتاها أملًا في غفوة
روميو هو صديقي… يحفظ عهد الأصدقاء
يعرف كيف يجابه الأيام
روميو هو صديقي… علمنا معنى الوفاء
علمنا ألا نخشى الآلام
تفلت الكلمات من الدندنات ويصبح روميو هو حبيبي… علمنا معنى الوفاء؛ بالطبع لا نخشى الآلام. تفيق إثر كلماتها وتتلفت ذعرًا.. يعود ذهنها لرقصتها اللا نهائية… تتلفت حولها هل سمع؟ تتلمس أثره ولا تصل… تدور في إثر طيفه؛ هلا ظهرت.
مخلص رقيق؛ إن قال فعل
علمنا ألا نخشى الآلام
مادام الأمل طريق؛ فسنحيا!
في جوف الليل، يتشبع قلب روميو بدفء غير معتاد… يفتح عيناه متململًا فيلمح طيفها؛ يبتسم… يغمره الدفء؛ يفيض الدمع وتتلون الوجنتان بنسمة شوق.
بيننا صديق.. لا يعرف الكلل
في الرقصة الحديثة لا يلتقي الحبيبان؛ كموج البحر… متتابعان… لا يلتقيان؛ خطوات الرقصة مستقلة ثابتة في كبرياء. في رقصة روميو الوصال أمان؛ وعدٌ صادق يضبط الميزان… تثقل كفة روميو بوعدٍ؛ تلقي رأسها آن ذاك في اطمئنان… لن تسقط أبدًا؛ يتلقف أناملها، يديرها يعدها العالم، تحني رأسها للوراء وتطمئن…
هي الآن امرأة في كامل ريعانها… في ضمة رجلٌ مخلصٌ رقيق؛ لا يفلت أبدًا، لا يخلف وعدًا… في ضمة رجلٌ؛ يحمل معنى الوفاء.
هي الآن امرأة، في ضعف أنوثتها كل القوة، في ظل رجولته كل أمان؛ كيانان، آمنان، طيفٌ واحد… لا يخشى الآلام!
أسماء
إهداء إلى صديقة غالية