يسقط الحب وليحيا المجتمع

francis-ford-coppola-daughter-sofia-1990

“هيعرفوا منين أنه أبوكِ؟”

هكذا كان دائمًا التساؤل الذي ينزل على رأس الفتاة في مجتمعاتنا العظيمة حين يقال لها ألا تحتضن / تقبل / ترتكن إلى كتف والدها في الفضاء العام ما إن تكبر.

“هما مالهم؟!”

وهكذا دومًا كان التساؤل المنطقي الذي يرد به على هكذا تعجبات.

“طظ فيهم”

هكذا يحتدم النقاش العقيم الذي لا يحمل تبريرات سوى أن “لا أحد يعلم”

“افعلي ما قيل لك”

هكذا ينتهي.

*****

هكذا وبكل بساطة تحرم الفتاة العربية من كتف أبيها في الفضاء العام بلا سبب سوى “الناس”. الناس الذين لا نعرفهم ولا يعرفوننا ولا شأن لهم بنا ولا فضل لهم علينا ولا دين ولا يملكون لنا ضرًا ولا نفعًا؛ يحرموننا من أحضان آبائنا وإخواننا تخوفًا من “حكهم علينا”

وما شأنهم؟! ومن أعطاهم الاذن والحرية والسلطة للحكم…

ومالنا وحكمهم..

من لا يعلم لا يحكم

ومن لا شأن له لا يتدخل…

لماذا يجب أن تخرج الفتاة منا في الفضاء العام بلا سند معنوي، لماذا لا يضمها أبيها ويحتضن يديها واذا ارادت ارتكنت على كتفه؟

ما شأن العالم؟ من منحهم حق الحكم على الفتاة أو أبيها من الأساس؟

*****

وغدًا؛

ماذا اذا تزوجت الفتاة؟

ألا يحتضنها في الساحات العامة؟ ألا يقبلها؟ ألا يراقصها؟ ألا يحبها إلا سرًا؟!

أخلق الله الحب ليحصره في حصون مشيدة؟!

أيقول لهم “زوجتي” فيتوقع أن “يخرسوا”؟

وإذا خرسوا… لماذا لا يقول الأب مثله “ابنتي” والأخ “اختي”؟؟!!

*****

“مش بعمل حاجة حرام”

في الدفاع عن الحق في حب الأهل في الخاص والعام وكل مكان دون أحكام من أحد؛ تقول الفتاة “مش بعمل حاجة حرام” ولكن تبدو نظرات المجتمع أشد لهبًا من الجحيم ربما لتصل بالأهل لحرمان بناتهم من الحب وإشعارهم بوجود “نقص” أو “علة” تحرمهم الحب.

واذا لم توجد لنا الحياة فسحة للحياة؛ فليسقط الحب وليحيا المجتمع ولا تسائلونا بعدها حين يسقط الحب كيف انعدم المجتمع.

*

*

*

*

*

من وحي واقع مرير

ـــــ

أسماء

الدوحة

هايدي

أزمات خاصة