بفضل ناس كتير القريب قبل البعيد.. الفترة الأخيرة كاد يتسرب إلى نفسي إحساس الخذلان.. إني خذلت نفسي.
الواقع أني لم أفعل، لم أخذل نفسي.. ومش سهل في غمرة حياتي الجديدة أني أفتكر ده.
أنا إنسان بيتمسك بالصور والتواريخ والأحداث بشكل مش طبيعي.. وبيتمسك بروحه الي كانت في كل لحظة؛ الزن.. أمر من السحر فعلًا.. كاد يقنعني أنه كل دي أمور بتدد وجودي وأماني وأمان بناتي. لكن في الواقع أنه دي ذاكرتي.. ده تكويني.
خلال أيام هتم 24 سنة.. من يوم ما تميت الـ 22 وأنا في تفاصيل كثيرة شديدة الدقة بشكل يومي.. حياتي لم تعد ملكًا خالصًا لي وأصبح جزء منها بشاركه جزئيًا مع خالد، ولما تميت الـ 23 أصبح الجزء أكبر وبعد الزواج مفاجأة لطيفة خلتني أشارك مش بس حياتي لأ جسدي أيضًا مع كائنتان صغيرتان أتيتا إلى الدنيا منتصف ديسمبر الماضي والأن بيشاركوني الجزء الأكبر من حياتي مع خالد.
هتم الـ 24 وأنا صديقة وحبيبة لخالد، وصديقة وأم لآن وإلين، وإنسانة حرة الفكر والروح، طموحة ومتمردة وقوية ومش بتتهد.
أنا عمري في حياتي ما رضخت لوجودي في مجتمع لا أحترمه، وكنت دايمًا بسيبه ويا ابقى لوحدي يا اختار أصحابي. امبارح كان عيد ميلاد مريم؛ مختلفين دايمًا عن بعض واحترامنا لاختلافاتنا هي الي خلت صداقة قوية تنمو وتستدام ما بيننا لما يقرب الـ 15 سنة دلوقتي، وحقيقة.. أنا مفتقداها جدًا وسط كثير من الهراء الي حوالينا.
النهاردة 11 مارس.. زي النهاردة من سنة كنت متخيلة انه الحياة مش هتعدي وسط التحضير للفرح.. زي النهاردة من سنتين كنت متخيلة الحياة هتقف وأنا بحضر لمشروع التخرج الي قبل ميعاد تسليمه بشهر غيرت موضوعه لأني مكنتش حاساه ولا مستمتعة به.. وزي الأيام دي من 3 سنين صحابي فاجئوني بحفلة عيد ميلاد في اكتر مكان بحبه في الجامعة وجابوا لي دبدوب كبير وجمعوا بعض قد ما يقدروا والباقي حصلهم.. كل سنة زي الأيام دي في حاجة حلوة أو وحشة حصلت خليتني أقوى من الأول..
فللأيام الجاية.. أنا طالبة علم.. بالأصل والأساس ومش ناوية أتغير
أنا مش مغرورة.. وإذا حد مستصغر نفسه قصادي دي مشكلته مش مشكلتي.. بس أنا مش بعرف أبص لحد من فوق لأنه ده شيء قميء جدًا.. أنا بحب الناس وبحب أتعلم منهم.. الدنيا علمتني أنه حتى الناس الوحشة هنتعلم هنتعلم منبقاش زي الوحش منهم وهنتعلم منهم حاجات كتير كويسة.
أنا حرة.. بقول الي أنا عايزاه في الوقت الي أنا عايزاه ومحدش هيجبرني آخد مواقف مع أو ضد أي حاجة أيًا كان السبب إلا قناعتي الي نابعة من ذاتي.. فللمستقبل: don’t you dare try to frame me
أنا بحب خالد وآن وإلين وآه الحياة مش سهلة بس مش محتاجة شفقة.. آه مسؤولية البنات مش سهلة لكن مش محتاجة شفقة.. البنات محتاجين أم قوية؛ فبصفتكم أصحاب الأم دي يقدر لكم جدًا الكلمة الحلوة.
السنة الأخيرة كنت برة الجامعة والشغل لفترة طويلة.. قرأت وحاولت أذاكر حاجات أكاديمية على جنب، اتقبلت في برنامجين ماجيستير، لكن وضعي الصحي حال دون الاستمرارية أحيانًا كتير ووضعي الحالي خلاني خدت قرار تأجيل الدراسة من بدري. لكن أنا اتعلمت كتير، اتعلمت كتير عن نفسي من خلال تجربة الحمل والولادة، ومن خلال بعدي عن ماما وبابا لأول مرة في عمري بعد زواجي، ومن خلال سفري لوحدي من غير خالد لبلد جديدة معرفش فيها غير نفسي – الي عرفت بعدين أن مكنتش أعرف كتير عنها، من خلال معايشتي مجتمع منفر لروحي، ومجتمع آخر خلاني أحس أني وصلت أخيرًا لمكان عايزاه وخلاني أشوف نفسي وأعبر عنها بلغة جديدة..
السنة الأخيرة ناس كتيرة قالت لي بلطف وبقسوة وبخفة like a paper cut؛ قد ايه صعبان عليهم الي كنت ممكن أكونه.. ناس تانية قالت لي بـ “لطف”: بقيتي ست بيت هه هه هه.. ناس تانين قالوا لي بـ “لطف” برده: فين بقى الكلام الكبير بتاع أول الجواز..
أنا فخورة بالسنة الأخيرة من حياتي وأتمنى إن كانت مودتكم صادقة تشاركوني الفخر ده..
السنة دي حملت لي أصعب تحديات ومفاجآت وقدرت أثبت نفسي فيها وأثبت لنفسي أني قوية.
أنا بدأت حياة جديدة بعيد عن كل حاجة أعرفها كل يوم معطياتها كانت بتتغير.. اتحطيت قدام تحديات كتير مكنتش عاملة حسابها وعديتها.
أنا فخورة بآخر سنة من عمري وأنجزت فيها كثير.. واتعلمت فيها كثير.. وبقيت أقوى وأنضج وأخف وأكثر حرية.
شكرًا لكل حد دعمني خلال السنة دي.. شكرًا لكل حد قال لي كلمة رخمة.. شكرًا لكل حد لسة موجود في حياتي.
أنا لسة أسماء.. لسة أزمة 🙂
