“كلاسيك كورتو” مشروبنا الأول، والأجمل، والأكثر عذوبة.. كان أول يوم يبدو كل شيء فيه حقيقيًا.. أول يوم يجعلني أثق أن بإمكاني أن أكون نايتآنجيل كما كنت أحلم دومًا… لأن كوننا معًا كان ضربًا من الخيال الجميل لي أكثر منه حلمًا.
حلوى الجوز.. كانت تجاور ذاك الكوب الصغير؛ وكانت أحلى حلوى أتمنى يومًا أن أصنعها وأخزنها في بطرمان كبير عملاق يليق بها… يومًا ما سأفعل.
والحب، الحنين المتدفق، ورهبة البدايات.. كانوا يعلون الأكواب..
كنت طفلة.. قبل ذاك اليوم.. طفلة تريد وتخشى أن تكبر؛ وذاك اليوم… لم أكن أي شيء أعرفه.. ولم تكن سوى البداية.
تشاركنا القهوة حول العالم منذ تلك اللحظة، في الدوحة كان الكافيه الذي لا استطيع نطق اسمه ويليه 1988.. وكذلك قهوة كريسبي كريم التي تحصل معها على دونات هدية وستاربكس، حيث كنا نجلس مع أبي واخوتي.. ثم محل القهوة الذي رشحه حسام بماليزيا حيث القهوة بالبندق والكافيه لاتيه ومن ثم ستاربكس من جديد حيث تشارك المحل كاملا قهوتي – أرضية المحل أقصد، ثم مادو باسطنبول إلى حين افتتاح فرع ستاربكس الذي يغلق أبوابه في اللحظة التي أتوق فيها إلى القهوة في تمام الـ 11:00 مساء، ثم كوبنهاجن وكافيه دو بوينتو بساو باولو وستاربكس مرة أخرى حيث يصنعون قهوة خالد المفضلة اسبريسو دو دويسه – اسبريسو بالكراميل يقدمونه مع قهوة وابتسامة – ومحل الحلوى المقابل للفندق الذي كان يخونني فيه مع حلوى كثيرة السعرات الحرارية والبداريا مع أخف وألذ كعك تذوقته في حياتي – وأعجز عن صنع مثله حتى الآن…
تشاركنا القهوة حتى في مستشفى الولادة.. أينعم شاركنا إياها بنطاله لأن التاكسي كان مسرعًا.. لكن تشاركناها هناك.. على السرير بجانب الشباك المزين بحبات المطر وخلفه شجيرات خضراء تتمايل.
كابتشينو كرامل.. كانت تلك أول قهوة طلبتها بعد الولادة..
كان وسيلتي لإقناع خالد أنه بإمكاننا شرب القهوة دون ستة أكياس من السكر.. واقتنع.. وصرنا نشربها سويًا على الطريق وفي المنزل..
خاصة في المنزل.. إذا كان عائدًا متأخرًا، أو استيقظ مبكرًا لأداء مشوار سريع… يعود حاملًا لي كوب قهوة؛ وأحيانًا كوبين… ورغم أنها تحمل اسمه مكتوبًا بالتركية… إلا أنها في عيناي لا تحمل سوى كلمة واحدة:
أحبك.
*
*
*
*
*
أسماء
اسطنبول، فجرًا